الثلاثاء، فبراير 17، 2009

د. خليل ابراهيم وعلي عثمان محمد طه.. وأوان الحقيقة..!!

حينما تنتفي المقارنة د. خليل ابراهيم وعلي عثمان محمد طه.. وأوان الحقيقة..!!
خالد أبواحمد
دائماً كنت أقول وأكد على القول أن قضية دارفور كشفت عن الكثير الذي كانت متخبئ وسط الركم، من أفكار ورؤى ومفاهيم غابرة وتصورات ضحلة، هذه القضية عرت كل العنصريين في السودان وجعلتهم عراءة إلا من قطع ملابس يسترون بها عوارتهم الحسية، أماعوراتهم الفكرية والذهنية والعلمية قد بانت لكل صاحب بصيرة.
جاء في صحيفة سودانايل الالكترونية أمس الأثنين 16 من فبراير " أن وزير الدفاع، الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين كشف عن رفض الحكومة لطلب من زعيم حركة العدل والمساواة خليل ابراهيم، بأن يكون نائبا لرئيس الجمهورية، وأبلغته انه يمكن ان يحوز على المنصب عبر الانتخابات".
كنت أقراء هذا الخبر بين الضحك والبكاء وكررت قراءة تلك الجملة على لسان عبدالرحيم حسين "أبلغته انه يمكن أن يحوز على المنصب عبر الانتخابات"، وكأن الحكومة التي يترأس فيها منصب وزير الدفاع قد جاءت بصناديق الانتخابات، لكنه التعري لشخصية مثل المذكور أفشل وزير دفاع في تاريخ السودان، وهو بالذات من المفترض أن لا يتحدث عن د.خليل ابراهيم ويستحي من ذكر اسمه ذلك لأن دخل العاصمة الخرطوم نهاراً وخرج منها نهاراً ووزير الدفاع وكل جيشه وزبانيته ودباباته وطائراته فشلت في أن تمنع دخوله للعاصمة الخرطوم، ويتبجح أما الصحافيين في العاصمة القطرية الدوحة بلا حياء،، إنه التعري في زمن الحقيقة.
وبعد تصريحات هذا الوزير مباشرة كتب عدد من كُتاب إحدى المنتديات الالكترونية فرحين بما أتي به هذا الوزير من حديث معيدين نشره للعامة ممجدين هذا الحديث الساذج والسمج. وبطبعي لا أدخل في مثل هذه الكتابات التي تؤكد ما ذهبت إليه سابقاً من اتهام لمؤيدي الحكومة بالعنصرية المقيتة ولم أدخلها بالمشاركة لأنني اعتبرتها كتابات عنصرية بلا منازع في ذلك المنتدى. وانا هنا أتساءل ما الذي يجعل علي عثمان محمد طه نائباً لرئيس الجمهورية.. و د. خليل ابراهيم لا يستحق هذا المنصب...؟. علي عثمان لم يأتي لهذا المنصب بصندوق الانتخابات..!!. الاخوة القراء.. وبكل الأمانة وبعيداً عن كل اختلاف بيني والاخوة أصحاب تلك الكتابات في وجهات النظر أقول د. خليل أبراهيم وعلي عثمان محمد طه عرفتهما عن قُرب .. لكن.. الاخ د. خليل ابراهيم أنظف يداً ولساناً وقلباً من علي عثمان محمد طه..!!. وإذا كانت المعايير هي معايير الفهلوة والتصفيات الجسدية وتجريم الآخرين فإن علي عثمان هو أهل لهذا المنصب بلا جدال. لكن إذا كانت المعايير تعتمد على الكفاءة والوطنية والنزاهة والتدين والتواضع والحفاظ على مصالح الشعب فإن د. خليل هو الأنسب لهذا المنصب. نعم أدرك تماماً أن هذا الكلام سيجر لي ما يجر من عداوات لكنها الحقيقة..وقد جرت لي بالفعل آرائي (الشاذة) هذه عداوة الكثيرين لكنني تركت السودان لهم حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا. الاخوة القراء الكرام.. الايام دُول كما علمنا القرآن الكريم وقد قال المولى سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "وتلك الايام نداولها بين الناس"، فيوماً ما سيأتي إليّ هولاء وسيقولون ليّ "كلامك طلع صاح يا أبوأحمد"، وأنا متأكد ومتيقن من ذلك تماماً، واعرف انه لا أحد يتجرأ ليقول ما قلته..!!. هي شهادة لله.. أن أبناء دارفور الذين عشت معهم في الحركة (الاسلامية) طيلة الـ 18 سنة لم أجدهم إلا أنظف الناس، وأتقى الناس، وأطيب الناس، مهما كانت احوالهم المادية، أبداً لم تغرهم الدنيا، ولم تغيرهم المناصب، عشت معهم في الخرطوم وفي دارفور التي طفت فيها مدينة.. مدينة وولاية.. ولاية ومحافظة.. محافظة من أقصى الشمال في عين سرف ومناطق شمال الفاشر، حتى أبعد مكان جنوباً وهو بحر العرب الذي توغلت فيه مع زميلي أحمد مدثر (صحيفة السوداني)، وغرباً حتى دخلنا افريقيا الوسطى حينما شهدت افتتاح نقطة السوق الحر في منطقة ام دافوق مع أفريقيا الوسطى. رجل الاعمال المرحوم آدم يعقوب كان ثرياً ومن ابناء دارفور في الخرطوم وله عدد من الشركات في سوق الله أكبر، كان أكثر تواضعاً من كل رجالات (الحركة الاسلامية) وذهبت يوماً إليه في مهمة عمل بمنزله الثورة بامدرمان والله هالني ما رأيت، من كرم وتواضع مع الضيوف الذين كانوا يدخلون بالعشرات، يد ممدونة للناس عامة، وعندما ضربت السيول والامطار ذات مرة مدينة الفاشر وجه الرئيس عمر البشير الطيب ابراهيم محمد خير بقيادة وفد للفاشر وكُنت الصحفي الوحيد في هذه الزيارة التفقدية وكان بصحبتنا الاخ المرحوم رجل الاعمال آدم يعقوب وكان يحمل شنطة لم يكن يعرف أحد انها مليئة بالأموال، وعندما حطت بنا الطائرة في الفاشر ونزلنا هناك وزرنا بعض المناطق المتأثرة نادى آدم يعقوب بعض الرجال الذين يعرفهم ودخل معهم في أحد المكاتب وأفرغ كل ما الشنطة من أموال طلب توزيعها للناس، هذا فضلاً عن الدعم الحكومي الذي كان معنا في الطائرة العسكرية. كان الفقيد آدم يعقوب يدعم مادياً أسر عساكر الجيش الفقيرة وخاصة في شهر رمضان وأنا شخصياً ذات مرة استلمت منه شيكا بمبلغ كبير جدا جداً لهذه الأسر. وهناك عشرات من أبناء دارفور الذين عشت بينهم في كنف الحركة والله العظيم لم أجد منهم واحداً عليه أي ملاحظات في أخلاقه أو عمله أو علاقته بالناس أو بأسرته، كانوا ويشهد الله أنظف من عشرات الشخصيات التي كنا نراها في ذلك الوسط الكبير، وأبناء دارفور في الحركة أشهد الله أنهم أكثر إلتزاماً بالدين في حياتهم.. وفي أعمالهم.. وداخل أسرهم.. وكان هذا هو مربط الفرس في تقييمنا للالتزام بالدين. وزرت د. خليل ابراهيم في بيته بالفاشر عندما كان وزيراً للصحة، ومع المرحوم أبوحمد حسب الله، واستاذنا جبريل عبدالله مد الله في أيامه، ومع الشهيد يعقوب حسين محافظ الكرمك هذا الرجل الصحابي، عندما دخلت قوات المعارضة الى منطقة النيل الأزرق قطعته ارباً ارباً ومُثلت بجسده الطاهر، وهو حافظ القرآن الكريم الرجل التقي النقي، عرفته أكثر عندما نزلت معه ذات مرة في بيته بالفاشر، وعندما كان اميناً للمؤتمر الوطني بالولاية كنت كثيراً ألتقيه لأتزود منه بالاخبار لصحيفة (دارفور الجديدة) ولمعرفة ما يجري خلف الكواليس في دارفور. قريباً ستظهر الحقائق للجميع، ود. خليل ليس بحاجة لأن أدافع عنه، فقط هي مسئولية الكلمة التي تحتم أن أقولها في هذا الوقت بالذات وقد نذرت نفسي للحقيقة مهما كلفني من ثمن. هناك في الخرطوم الكثير من الشخصيات الفاسدة والمضللة التي ارتكبت المجازر والحرائق في بلادنا وتجد من يُجمِل صورتها في مقابل الإساءة للآخرين فأننا جميعاً يوما ما سنقف أمام رب العالمين وحينها تبطل كل وسائل الاعلام والتمجيد في الدنيا وتظهر الحقائق للملأ، وحينها تظهر حقيقة هؤلاء المُمجدون وحارقي البخور وسيدركون حينها فقط.... كيف انهم قد ارتكبوا جناية في حق انفسهم.. وفي حق الأمة، لكن بعد فوات الأوان.

ليست هناك تعليقات: