الجمعة، يوليو 23، 2010

من وحي حديث الرئيس السوداني عن استعداد حكومته للحرب..!!

التصريحات غير المسئولة التي قال بها (الرئيس) عمر (البشير) قبل ايام كاشفاً فيها استعداد الحكومة لشن الحرب في جنوب السودان مرة آخرى، تؤكد أن الرجل لم يستفيد من تجربة الحرب التي خضناها جميعا كسودانيين من الجانبين وسوادنا الأعظم تأسف على الدماء العزيزة الغالية التي أريقت في تلك الأرض، والصحفيين والاعلاميين الذين كانوا هناك على أرض المعارك، أو على صلة بالحرب أكثرنا ألماً وتجرعاً للذنب لأننا رأينا بأم أعيننا الأنفس التي رحلت والدماء التي أسيلت والأشلاء الممزقة التي انتشرت في الأرض وأكلها الدود، وأكثرنا عاش اللحظات القاسية والمؤلمة والتي انحفرت في وجداننا مدى الحياة تظل تألمنا وتأخذ منا الكثير لأننا كنا شهوداً على تلك المآسي الانسانية।كنت على صلة بالحرب في جنوب السودان مرة مُقاتل ومرة صحفي، وآخرى متابع ومرات كثيرة مُودع للذين يغادرون إلى مناطق العمليات، ومرة مُعد برنامج (في ساحات الفداء) انقل للناس ما يجري هناك على ارض المعركة، ثم جاءت فترة كنت صديقا لعدد كبير من أسر (الشهداء) في عدد من مدن السودان وليس لي مدينة ليس لي فيها ذكرى مع شهيد أو علاقة مع أسرة شهيد أو أسرة شهيدين من بيت واحد وعشت آلام هذه الأسر، وقد ارتبطت للبعض منهم بذكرى أبنهم، آلام واحساس بالفجيعة ليس بعده ألم ومرارة فالكثير من الأسر فارقت الاحساس بالسعادة، خاصة أن هناك آلاف الأسر التي لم تبلغ حتى هذه اللحظة بحقيقة ما حدث لإبنها وهناك القتلى المجهولين الذين لا أحد يعرف لهم مكان، فالذي يديه في النار ليس كمن يده في الماء॥!!।لا أذيع سراً إن قلت أن الجيش وقوات الدفاع الشعبي في جنوب السودان في فترة من الفترات تعرُضوا لأبشع أنواع الإبادة الجماعية في حرب غير متكافئة، الأمر الذي جعل عدد كبير من (المجاهدين) المتمرسين أن يفكروا بشكل جاد في أنشاء ما عُرف بـ(القوات الخاصة للدفاع الشعبي) وقد نجحوا في هذا المسعى وقاموا بدور كبير في تغيير استراتيجية و طبيعة الحرب التي تخوضها الحكومة ضد الجنوبيين، وجاءت فكرة انشاء هذه القوات بعد الفشل المستمر والمتكرر للحملات العسكرية التي تخوضها الحكومة.يعرف قادة الجيش السوداني في هيئة الاركان في الفترة من 1993-1996م أن أعداداً هائلة من الكتائب العسكرية قد أُبيدت على بكرة أبيها، وبسبب ذلك استند (المجاهدون) في تأسيسهم للقوات الخاصة على أن الحكومة تحارب بأعداد كبيرة تفوق الثلاثة آلاف عسكري تدخل بهم في معارك خاسرة يًقابلها في الجانب الآخر جنوداً لا يتعدون الـ 60 شخصاً وأحياناً أكثر أو أقل، برغم فارق العدد والعتاد نسبة لأن جنود الحركة الشعبية يحاربون على أرضهم وهم الأدرى بطبيعة الأرض وبيئتها.لذا أقول أن حديث (الرئيس) عمر (البشير) في امكانية العودة للحرب كالعادة لم يتم بدراسة ولا تفكيروقد تعود الرئيس الذي دائما ما (تشيلة الهاشمية) التحدث بدون وعي وإدراك لعواقب ما يقول، ويدفع الشعب السوداني كله أخطاءه التي تترتب عليها دماء غالية ستهدر كما هدرت من قبل في الجنوب وفي دارفور وفي شرق السودان، فلماذا لم يعي هذا (الرئيس) خطورة اقواله وأفعاله؟॥ وإلى متى هذا التخبط والشطط..؟؟.ولكن أود حقيقة من رئيس الجمهورية عمل الآتي:• أن يذهب إلى فرع العمليات العسكرية بهيئة الأركان في القيادة العامة وأن يطلع بنفسه على خسائر الجيش السوداني منذ بداية الحرب في عهده الى أن توقفت بفعل (الضغوط الامريكية)، وأنا مدرك تماماً ومتيقن أن الرئيس سيغير رأئه تماماً وأنه سوف لا يقول كلمة (الحرب) مرة أخرى على لسانه، وله أن يتأكد من الارقام، كم فقد الجيش السوداني من أرواح، وكم فقد من طائرات مقاتلة وملاحيها، وكم فقد من الأسلحة والعتاد الذي لا يمكن أن يخطر ببال أحد من الناس العاديين..!!. • وأن يذهب الى منظمة الشهيد المعنية بحقوق شهداء القوات المسلحة ليتأكد بنفسه كم من إمرأة ترملت، ومن طفل فقد والده، وكم أسرة لم تستلم حقوقها، وكم أسرة شهيد تابع للقوات المسلحة ولم تعرف مكان منظمة الشهيد حتى تنال حقها الشرعي. • وأدعو الرئيس الى زيارة مكتبة مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي التي كانت تنتج برنامج (في ساحات الفداء) وأدعوه الى تفحص الأشرطة الخام ووأن يعيش لحظات من مشاهد القتلى المنتشرين على أرض المعارك، والأشلاء الممزقة هنا وهناك،وأطلب منه مشاهدة أشرطة متحرك (هديرالحق) الذي خاض المعارض في جنوب النيل الازرق منطلقاً من منطقة عدارييل وكيف أن أفراد المتحرك قد قتلوا الأسرى مع صرخات(الله أكبر) وقد حرقوا البيوت المصنوعة من القش (القطاطي). • وأدعو عمر البشير وهو يدعو الى الاستعداد للحرب أن يجتمع مع جرحى القوات المسلحة ويستمع منهم شخصياً لمعاناتهم وأهليهم، وخاصة من الذين كانوا من ضحايا الألغام الأرضية. • وكما أدعو الرئيس أن يذهب الى الجامعات السودانية ويستفسر عن أعداد الطلاب الذين خرجوا من الجامعة الى ميادين القتال ولم يعودوا اليها وكانوا من ضم الذين فقدتهم البلاد مع الجرحي والمفقودين. • وأطلب من الرئيس أن يذهب الى قيادة قاعدة الخرطوم الجوية ويستفسر عن كمية الأخشاب التي كانت تأتي من الجنوب على طائرات الجيش لتباع في الخرطوم في حين يمنع الجرحى أحيانا من الصعود على الطائرة بسبب أنها تحمل أخشاباً للضابط زيد أو عبيد وبكميات تجارية وشخصياً أكثر من ثلاثة مرات وأنا قادم من جنوبا كنا نجلس في الطائرة على كميات كبيرة من الخشب المقطوع بعناية فائقة ومُعد للبيع في أسواق الخرطوم ولأجل ذلك شهدت العاصمة في فترة من الفترات انتعاش سوق السراير والكراسي الخشبية الملونة، وكان الخشب الخام يأتي في طائرات الجرحي والمعوقين، وهذا ليس خافياً على أحد وكانت تتم هذه المسألة (عينك يا تاجر)..!!!!!. • وأطلب من الرئيس أن يجتمع بقادة السلاح الطبي في أمدرمان ويطلع على أعداد الجرحى الذين عالجهم من بداية الحرب حتى تاريخ أيقافها،، وأقول له "ذاكرتنا قوبة جداً فلا زلت اتذكر أنه في العامين 1995و 1996م صدرت الأوامر بإخلاء كل من مستشفيات السلاح الطبي بجوبا وأمدرمان والابيض وبورتسودان لجرحى العمليات الذين فاقت أعدادهم كل حروب السودان منذ قيامه الى اليوم، بل حتى المستشفيات الخاصة في امدرمان استقبلت الجرحي مثل مستشفى (النيل الازرق) و(الملازمين) و،،،و،،،و،،؟؟!!.وأقول للرئيس بأي روح تستعد للحرب..؟ وبأي حقائق تذهب للقتال.. وبأي خطط عسكرية وأهداف استراتيجية..؟، ان قرار الحرب والسلم لا بد أن تتخذ بدراسة وافية من كل الجوانب وليس العسكرية فحسب، فالأرواح التي تخوض الحرب لها أسر ومجتمع يحتاج إليها، فالحرب ليس شهوة ولا نزوة شخصية الحرب دمار وقتل وفناء.لك أنت أيها القاري.نسمع الكثير من الناس يتألم على ما فقده السودان في معركة كرري التي أبيد فيها الآلاف من الرجال السودانيين نتيجة لتعنت من بيده القرار تماماً كما حدث ويحدث في عهد (الانقاذ) التي أدعت العمل على انقاذ الشعب فعملت على إبادته في الجنوب ودارفور.ومن خلال تجربة قتالية في جنوب السودان ووسط أكثر من مائتي شخص كنا المتزوجين من كل هذا العدد لا نتعدى أصابع اليد الواحدة، وفي كل المتحركات العسكرية كان المقاتلين من طلبة الجامعات المختلفة شباب في عمر الزهور ومنهم حديثي التخرج من الطب والهندسة ومجالات كثيرة واعدة، ومنهم طلبة ثانوي صغار السن كانوا برفقتنا، فكنت كثير الاستغراب من هذه المفارقات، لكن المفارقة العجيبة كمية الدوافع التي يحملها الشباب في انخراطهم في القتال واستبسالهم ومرات كثيرة أقول في نفسي ماذا لو كل هولاء الشباب الطاقات القوية لو انها عملت من أجل نهضة السودان في الجنوب وفي الشمال وساير مناطق الوطن، ماذا لو أن كل هذا الحرص والموت في سبيل الفكرة ولو تحول هذا الاصرار الجميل والاندفاع الشديد الى الموت في سبيل أحياء السودان وجعله في قمة دول العالم..؟؟، كلن دائما أشعر بأن من بيد الحكم عليه أن يفكر أكثر في حقن دماء الوطن لمصلحة الوطن.وجاءت تلك التصريحات في الشهر الذي أبكي فيه كل عام وأزرف دموع الحزن السخية على مجموعة من الأخوة الأشقاء الأحباب الذين فقدناهم في مثل هذه الايام في جنوب السودان في العام 1995م، وكنا في شهر نوفمبر الأليم والذي زاده (الرئيس) ألماً وفجيعة، تأتي ذكرى الأحباء الى النفس الذي خاضوا أشرع المعارك منهم يوسف سيد وحمدي مصطفي والمعز عبادي وسلسلة طويلة لا تنتهي حتى جاء شهر ديسمبر 1995م حيث تواصلت قوافل الراحلين حسين سرالختم (دبشك)، والبادرابي،ومسيرة عثمان، المنصوري، ابوالقاسم عيدالروس، معاوية (أبوتراب)، لفيف متصل ذهبت بهم الحرب اللعينة.وعندما كنت أقراء في (الخليج) الإماراتية جزاء مقتطع من الخبر يقول "وأوضح الرئيس السوداني الذي تلقى البيعة من المجاهدين “تجديدا للعهد وصونا لمكتسبات الأمة وحماية العقيدة”، في لهجة حماسية، أن انتصارات المجاهدين كانت بسلاح “الله أكبر” من المجاهدين والدبابيين والقوات المسلحة والشرطة الموجودة حتى حققنا الانتصار في جبال النوبة والنيل الأزرق وكان الانتصار المدوي في توريت".آآآه يا توريت كم فيك نجم رحل وكم ألف أسرة فقدت عائلها، وكم عشرة ألف طفل تيتّم، وكم ألف أم ثكلت، وكم زوجة ترملت، والكل يعلم عسكريين وغير عسكرين أن (توريت) كانت غالية أي كلفت الكثير من الرجال.لا نريد أن نتحدث عن الآثار الناجمة للحروب على المجتمع بكامله أطفالاً ونساءً ولكنني أحسب أننا في حاجة ماسة إلى فتح ملفات الحرب في جنوب السودان بكل الوضوح والأمانة وأحسب أن عدداً كبيراً من ضباط الجيش يمكن أن يتحدثوا في هذا الموضوع ويخرجوا ما في جعبتهم من معلومات، والتي يمكن أن تُكفر عن ذنوبهم، وأدعوهم الآن قبل الغد..وهذه دعوة مفتوحة وأهدف من خلالها جعل الشباب المتحمس على بيئة من أمره فإذا اختار قرار المشاركة في هذه الحرب يتحمل مسئولية هذا القرار، وليدرك الشباب أن هذه الحرب الذي يجيش لها ما هي إلا فتنة لتقل المعارضين للحكومة والوطن والدين منها براء..

2007م

ملامح شيوع التطرف الديني والسياسي في السودان

أستأنس كثيرًا بما ذكره المفكر عبدالرحمن الكواكبي في كتابه "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" من أن أقبح أنواع الاستبداد هو "استبداد الجهل على العلم، واستبداد النفس على العقل، ويسمى استبداد المرء على نفسه، وذلك أن الله جلت نعمه خلق الإنسان حراً قائده العقل، ففكر وأبى إلا أن يكون عبداً قائده الجهل" ومبعث استأناسي هذه الصورة البليغة التي صورها المفكر الكواكبي وكأني به يتحدث عن نظام (الانقاذ) في السودان وهي ذات الصورة ولعلها هي بصيرة المؤمن ان ينظر بعين المستقبل, و عندما يكتب عبدالرحمن الكواكبي عن الاستبداد في بدايات القرن الماضي تلقائيا هو يعكس صورة النظام السوداني في بدايات القرن الجديد,ذلك الذي أوجد تطرفا كبيرا غير مسبوق في تاريخ السودان والمنطقة।
إنفالذي حدث هو قمة التطرف ليس في الدين فحسب بل التطرف القبلي والعنصري والديني والذاتي, الذي هيئ الاجواء لتنظيم القاعدة منطلقا من الخرطوم بالتخطيط الدقيق الذي نتج عنه الكارثة الارهابية التي روعت البشرية جمعا هي كارثة 11 سبتمبر 2001م, الكارثة التي خلقت كوارث جمة وواقعا جديدا فرض نفسه على العالم وألقى بظلاله على وضعية العالم الاسلامي في علاقاته بالاخرين।وعندما نتحدث عن تعصب نظام (الانقاذ) في السودان تحضرنا الكثير من الآراء التي تأكد بما لا يدع مجالا للشك ان الذي يجري في بلادنا استبداد وتعصب ,وتطرف وهذا ما يذهب في تأكيده المفكر الشيخ يوسف القرضاوي، حين يعرف التطرف الديني على أنه التعصب للرأي تعصباً لا يعترف معه للآخرين بوجود، وجمود الشخص على فهمه جموداً لا يسمح له برؤية واضحة لمصالح الخلق، ولا مقاصد الشرع، ولا ظروف العصر، ولا يفتح نافذة للحوار مع الآخرين، وموازنة ما عنده بما عندهم।ومما يعجب له القرضاوي أن من( مثل ) هؤلاء من يجيز لنفسه أن يجتهد في أعوص المسائل، وأغمض القضايا، ويفتي فيها بما يلوح له من رأي، وافق فيه أو خالف، ولكنه لا يجيز لعلماء العصر المتخصصين، منفردين أو مجتمعين، أن يجتهدوا في رأي يخالف ما ذهب إليه, وحينما تتحدث قيات الانقاذ الحاكمة في السودان عن الانجازات التي حققتها وتجند الاجهزة الاعلامية لعكسها للآخرين وتصرف ملايين الدولارات من حر مال الشعب السودانى لدفعها للقنوات الفضائية مثلما حدث مع قناة (المستقلة) حتي تصير بوقا لها في المنطقة الاوربية, فنرى هذا الاجتهاد الكبير في عكس صورة الانجازات المادية في الوقت الذي يموت فيه المواطن السوداني جوعا في الاطراف البعيدة, وفي مناطق قريبة منها يموت العشرات من السودانيين بآليات الحكومة العسكرية فقط لأنهم طالبوا بالغذاء والتعليم । وهنا يوضح الدكتور القرضاوي " أن ولع هؤلاء المتطرفين بالهدم لا بالبناء ولعٌ قديم، وغرامهم بانتقاد غيرهم وتزكية أنفسهم شنشنة معروفة"।ويبلغ هذا التطرف غايته، كما يشير القرضاوي، حين يُسقط عصمة الآخرين، ويستبيح دماءهم وأموالهم، ولا يرى لهم حرمة ولا ذمة، وذلك إنما يكون حين يخوض لجّة التكفير، واتهام جمهور الناس بالخروج من الإسلام، أو عدم الدخول فيه أصلاً، كما هي دعوى بعضهم، وهذا يمثل قمة التطرف الذي يجعل صاحبه في واد، وسائر الأمة في واد آخر, وقمة التطرف والاستبداد ان تقتل نفسا زكية بغير حق وترفض التحاكم للقضاء وانت الذي تدعو للاسلام وتطبيق الحدود, عشرات من الشباب في عمر الزهور لقوا حتفهم في معسكرات التدريب القتالي القسري, وترفض الحكومة المستبدة في الخرطوم التقاضي لأن المؤسسة العسكرية ممنوعة من الوقوف أمام القضاء حتي وان قتلت نصف أهل السودان, فضاعت الحقوق, وانتهكت الاعراض, فلا سبيل الا حمل السلاح ولا حل الا بالبندقية, فغاب السلام في دولة (الاسلام) وانتشرت وسط الشباب في محيط كبير من السودان ادبيات العنف والتطرف الذي أوجدته المظالم الناتجة عن استبداد الحاكم, وقواته وجلاوزته.فإن تأثيرات الحرب المشتعلة في أكثر من مكان في السودان, و ناتج ما ذكرناه آنفا من مظالم جعلت الشباب من الطرفين (المعارض) و(الحكومي) يستقطبون أقرانهم بوتيرة سريعة أصبحوا هم الفئة الغالبة على الفئات العمرية الأخرى، من حيث وقوعها صيدا أكثر سهولة لما يتوافر لها من الإمكانات والطاقات مع ضعف التجربة وقلة العلم والحماس المفرط، وبالتالي تبنيها للأفكار المتطرفة، ومن ثم قيامها بالأعمال التي يصاحبها العنف غالبا, وهنا لا بد من التذكير ان الشباب الذي يؤيد الطرف الحكومي يتعرضون لحملات اعلامية قوية للغاية من خلال المعسكرات المغلقة, وزيادة على ذلك أن المؤسسة التعليمية تحولت إلى مختبر لغسل الأدمغة وإعداد المتطرفين الدينيين والسياسيين والقبليين. و هذا الإعداد، لا يتم فقط عن طريق الدروس الدينية, وهناك العديد من الاساليب التربوية التي تساهم في إنتاج وإعادة إنتاج ثقافة التطرف الديني والسياسي والاجتماعي ، بل المفارقة أن الدروس ذات المحتوى العلمي هي أكثر تهيئة للتطرف من الدروس ذات المضمون الديني المباشر. وهذا يفسر شكل وصورة المشروع الذي تتبناه (المجموعة الحاكمة) في السودان من خلال رؤيتها لإبعاد ابناء الكيانات الاخرى من سدة الحكم كما حدث بالنسبة لأبناء دارفور حيث تم استأصالهم من الاجهزة الحساسة الامنية والعسكرية, واما الشباب من الطرف المعارض فهم مجموعات كبيرة بكل المقاييس, ( شباب الحركة الشعبية لتحرير السودان- شباب حركات تحرير دارفور – شباب المعارضة التابعه للتجمع الوطني الديمقراطي) عشرات الآلاف من خيرة شباب السودان موجودون في الخارج ليس من أجل الاغتراب والحصول علي المال ولكن الغالبية منهم خرجوا من بلادهم مطرودين, سواء طرد مباشر أو استخدمت فيه اساليب غير مباشرة, مع الاصرار الحكومي على التعاطي بالشكل المألوف لديها في تمكين عضويتها على حساب الاخرين, وهذا أشد أنواع التعصب والاستبداد الذي يقول بشكل واضح أننا نمثل الحقيقة وغيرنا هو الباطل !!।
2005 / 4 / 19