السبت، فبراير 14، 2009

من الذي اغتال جون قرنق..؟!!

من الذي اغتال جون قرنق..؟!!
منذ الساعات الأولى لإعلان رحيل الدكتور جون قرنق بهذه الطريقة الديناميكية والصحف والمنتديات السودانية على الشبكة الدولية للاتصالات (الانترنيت) تستقبل عشرات بل مئات المقالات والتحليلات والبعض أطلق مجموعة من الأسئلة وعلامات الاستفهام الكبيرة, والآخر نعي الفقيد وتأسف على غيابه بينما أنصار ومؤيدي الحكومة استماتوا كتابة وتحليلا في أبعاد شبهة العمل الإجرامي المنظم من قبل عصابة النائب على عثمان محمد طه تجاه اغتيال جون قرنق, والحمد لله أن الكثير من القراء والمتابعين كانوا قد طالعوا أكثر من مقال وتحليل في عدد من المواقع السودانية تتحدث عن خطط العصابة (النائب علي عثمان وجماعته) في اغتيال جون قرنق قبل أكثر من ثلاث أشهر, وحتى لا نخوض في حديث لا يؤدي بنا إلي نتيجة تعالوا جميعا نتساءل بهدوء.
· هل لعلي عثمان محمد طه ومجموعته مصلحة في غياب الدكتور جون قرنق..؟؟. · هل يمتلك علي عثمان وجماعته ورع وخلق ومخالفة من الله بحيث يمنعهم ذلك من اغتيال جون قرنق أو إبعاد أي شخص يهدد مصالحهم..؟؟؟. · هل يمثل جون قرنق خطرا علي مشروع علي عثمان وجماعته..؟؟؟. · هل عملية الاغتيال صعبة عليهم..؟؟.
أرى انه من خلال الإجابة علي هذه الأسئلة الموضوعية والمنطقية يمكن ببساطة الوصول إلي النتائج الموضوعية ونبداء الآن في الإجابة بصوت عال في الرد علي الأسئلة التي طرحت. هناك مصلحة كبيرة للغاية في غياب جون قرنق عن الساحة ولأن علي عثمان ذو تفكير استراتيجي يدرك أن عقلية الدكتور جون قرنق عقلية ذات أبعاد استراتيجية أيضا وفي ذات الوقت يدرك علي عثمان والعالم قاطبة أن لدي جون قرنق شخصية قيادية نافذة كما يملك حضورا عالميا ومشروعاً كبيرًا ينطلق من واقعية وحاجة ماسة لأهل السودان قاطبة الذين يريدون بالفعل سوداناً جديدًا يسوده العدل والحكم الراشد بعد أن فشلت الحركة الإسلامية فشلا ذريعا في تحقيق هذا المبتغى، ولذا لا يمكن لعلي عثمان وجماعته أن يحتملوا وجود شخصية في حجم جون قرنق في دسك الحكم وقد أبعدوا من قبل شيخهم الدكتور حسن الترابي ومن قبله رجل البترول في السودان الأستاذ محمد عبدالله جار النبي بل طردوه إلي خارج السودان والقائمة تطول, وهولاء كلهم كوم وقرنق كوم آخر فهو موصول بالمجتمع الدولي ومؤسساته ويدرك حجم لعبة السياسة الدولية وتحديات المنطقة وتحديات بلاده في المقام الأول, و علي عثمان محمد طه يعرف جيدا أن الجنوبيين أمثال قرنق ورياك مشار من الصادقين في القول وفي التحالف ليس لهم (خساسات) كما التي لديهم وسبق أن عاش بينهم الدكتور ريك مشار زمنا طويلا ولما عرف ما بالقوم من كذب ونفاق خرج منهم.
قديما كان الدكتور الترابي يقول "أن الجنوبيين عامة صادقين في كلامهم وهم كالمحجة البيضاء لا يعرفون الكذب والنفاق والواحد منهم صادق في عداوته تجاهك وصادق في صداقته إذا صادقك" فجماعة علي عثمان لا يدركون عظم هذه المعاني لأنهم ينطلقون من منطلق المؤامرة والاستئصال. بكل تأكيد أن علي عثمان وجماعته ليس لهم أدني إحساس بالورع والمسئولية كما ليس لهم أدنى خلق بحيث يمنعهم من ارتكاب جرائم كما حدثت من خلال محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك وارتكاب جرائم الحرب في دار فور بل في جنوب السودان بحرق القرى والناس بداخلها وهذة لها حديث آخر, والذي يريد أن يتأكد من ورع علي عثمان وجماعته فليسأل متقاعدي القوات الجوية السودانية من الطيارين والفنيين..!!.
أن عملية الاغتيال في عرف علي عثمان محمد طه شي طبيعي ما دامت تحقق الأهداف الكبيرة, ومن السهولة بمكان تنفيذها ما دامت السيولة المالية متوفرة والكادر موجود والوسيلة متوفرة والمهم أيضا الغرض الاستراتيجي في أهمية اغتيال جون قرنق موجود, ومن هنا لا بد أن ندرك أن الجهاز الأمني الخاص بنائب عمر البشير علي عثمان محمد طه يعرف تماما كل تحركات جون قرنق ومن المؤكد أنهم كانوا على علم بتحركه من الخرطوم إلي يوغندا وإلى حيث يريد الذهاب, بل كانوا على معرفة تامة ببرنامج الزيارة وأجندتها وقد يتسنى لأي شخص عمل في دوائر الحركة الإسلامية العسكرية والامنية في عهد الإنقاذ أن يلم إلماما تاما بأسلوب تفكير علي عثمان وجماعته, بحيث لا يستبعد فرضية اغتيال جون قرنق, مثلما كانت عملية اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا.
وشخصي الآن خارج البلاد أتأمل كيف أن شخصا مثل إبراهيم السنوسي يوما ما كان مسوؤلا عن الأجهزة الأمنية ويدير العمل من مكتب خاص خارج نطاق العمل الأمني, وكيف أن شخصا مثل د. عوض الجاز كان مسوؤلا عن المؤسسات العسكرية من حيث التمويل والإعداد ويقود الجيوش من خلال مكتب خاص ليس له علاقة بالعسكرية..... وكيف أن شخصا ما غير معروف للناس كان مسوؤلا عن أمن جنوب السودان كله يدير العمل من خلال شركة حكومية تتبع للمؤسسة العسكرية..!!.فلذا فإن عقلية التنظيم الذي يقوده علي عثمان وعوض الجاز ود. نافع تتحرك من شبكات عنكبوتية منظمة ذات أطر تشبه عصابات ألمافيا وتنطلق من أهداف التمكين الاسلاموي المتسربل بالإسلام من أجل تحقيق مكاسب شخصية للغاية ليس لها أي علاقة بالإسلام ولا بأهداف الوطن ولا بطموح المواطن السوداني.أن عملية اغتيال جون قرنق وإبعاده نهائيا من دسك الحكم تشبه إلي حد بعيد عملية أبعاد الدكتور حسن الترابي من الحكم ودوائر التأثير, وقد خلا الملعب الحاكم لعلي عثمان وذمرته بحيث لا يضايقهم شخص وعندما جاءت الظروف والضغوط الدولية بجون قرنق في موقع التأثير الذي أبعد منه الترابي كان القرار جاهز لأن الاستراتيجيات الكبيرة موضوعة سلفا ولا يمكن لأي فرد مهما علا شأنه أن يعوقها وهم أي جماعة علي عثمان يدركون خطورة الرجل جون قرنق والآن قد تم أبعاده نهائيا, وهم في ذات الوقت يدركون أن نائبه سلفا كير رجل عسكري بحت ليس له أي بعد استراتيجي مثل الراحل جون قرنق. علي عثمان والذين معه لديهم استراتيجيات طويلة الأمد تصل إلي حد التفكير في حكم المنطقة بكالمها وليس السودان فحسب بحيث يتم القضاء علي كل المعوقات في سبيل هذا المشروع.. وها قد حدث,, وفي ظني انه مهما طال الزمن أو قصر فلا محالة أن الشعب السوداني والمجتمع الدولي سيعرف كم هذا الرجل مخادع ومغامر , ومهما طال الزمن ومهما كتب مؤيدو الحكومة والمتعاطفين معها نافين أي صلة لعلي عثمان باغتيال قرنق فيوما ما سيعرف الناس الحقيقة, كما سيعرف السودانيين ان هذا الحمل الوديع ما هو الا ذئب كاسر.
الحوار المتمدن - العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8

ليست هناك تعليقات: